الحاقدون على اليهود:
لا عجب بعد الاطلاع على أقوال اليهود في الناس أن يتعرضوا لكثير من الاضطهاد، فقد كرههم الناس واضطهدوهم لسوء أخلاقهم على مر العصور ومن ذلك:
1- استعباد الفراعنة والمصريين لهم كما تقدم.
2 - سلط الله عليهم (بختنصر) فسار إليهم بجيش كبير ودخل بيت المقدس وأمعن في القتل والإذلال والتعذيب لليهود، وقد حكاه القرآن: { وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوًا كبيرًا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادًا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار} الإسراء الآية 4ـ5، وكانت المرة الثانية على يد (تيطس) الروماني ففعل بهم ما فعل بختنصر ، والطبائع هي الطبائع والنفوس هي النفوس.
3 - الألمان في العصر الحديث عذبوهم وأبادوا كثيرًا منهم في وحشية وضراوة وإذلال وقهر، فآوتهم جمعية الاتحاد والترقي كما سيأتي.
9- اليهود في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
كان اليهود قبل البعثة النبوية يتوعدون مشركي العرب بأنه أظل زمان يبعث فيه نبي آخر الزمان وأنهم سيتبعونه وينتصرون به على العرب { فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين} البقرة من الآية 89. وكانت لهم عدة مستوطنات في جزيرة العرب أهمها خيبر ذات الحصون المنيعة ، والمدينة (يثرب) ، وكانوا في يثرب ثلاثة أقسام وهم:
1* بنو قينقاع.
2* بنو النضير.
3* بنو قريظة.
هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى يثرب فسميت المدينة المنورة، وكان فيها الأوس والخزرج فأسلم أكثرهم وسمّوا بالأنصار بعدما كادت الحروب بينهم أن تبيدهم وما كان السبب في هذه الحروب غير اليهود. وعاهد الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود على ألا يكره أحد على اتباع أي دين وألا يعتدي أحد من اليهود والمسلمين على الآخر، وأن يتعاونوا جميعًا لصد أي اعتداء على المدينة.ولما سمع اليهود أن نبيًا قد بُعث أتوا إليه يتأكدون من صدقه فأوصافه عندهم في كتبهم، فأسلم قليل منهم ، ومن هؤلاء الحصين بن سلام الذي سماه الرسول صلى الله عليه وسلم بعد إسلامه عبد الله ، وقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم اليهود: ماذا تعدون الحصين بن سلام فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا ، وعالمنا وابن عالمنا، وحبرنا وابن حبرنا. فخرج عليهم وقال: يا قوم اتبعوه فإنكم تعلمون أنه النبي الذي في كتبهم وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. فقالوا: شرنا وابن شرنا، وجاهلنا وابن جاهلنا . (منتهى الجحود والكذب، واليهود هم اليهود).
وقد أعرض أكثر اليهود عن اتباع الحق، من ذلك أن سيد بني النضير حيي بن أخطب وأخوه ياسر بن أخطب أتيا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخذا يسألانه عن صفاته فأجابهم، وسألوه أن يريهم خاتم النبوة بين كتفيه فأراهم إياه ثم ذهبا، فسأل ياسر أخاه حيي: أهو هو؟ قال : نعم. قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته ما بقيت!!!!
وقد حارب اليهود المسلمين خفية، فكانوا هم السبب في ظهور المنافقين وإشاعة الشائعات والشبهات، وقد أثاروا الناس عندما حول الله قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام وحاولوا كثيرًا إعادة الأوس والخزرج إلى حروبهم الأولى. وكل ذلك كان يسكت عنه المسلمون، حتى كانت الخيانة ونقض العهود والمواثيق.
1* نقض بني قينقاع للعهد سنة 2 هـ:
ذهبت امرأة مسلمة إلى سوق الذهب التابع لبني قينقاع، فراوغها اليهود على خلع الحجاب فأبت، فتحايلوا حتى أسقطوا منها حجابها فبدت سوءتها وجعلوا يضحكون منها، فصرخت وسمعها رجل مسلم فأتى وقتل اليهودي الذي فعل ذلك فتجمع اليهود عليه وقتلوه. وكان هذا بمثابة نقض العهد..فمضى المسلمون في جيش وحاصروا بني قينقاع خمسة أشهر ثم نزلوا على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم، فأمرهم بالخروج من المدينة، فخرجوا واتجهوا إلى الأردن وهلك أكثرهم هناك، وكانت هذه الخيانة بعد غزوة بدر في العام الثاني للهجرة.
2* مقتل كعب بن الأشرف:
كان كعب بن الأشرف من أشد اليهود حنقًا على الإسلام والمسلمين، وإيذاءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما سمع بخبر انتصار المسلمين في بدر انطلق يهجو المسلمين (وكان شاعرًا) ويمدح المشركين، وذهب إلى مكة وأخذ يبكي قتلى المشركين ويدعوهم إلى حرب المسلمين فسأله أبو سفيان أديننا أحب إليك أم دين محمد؟ فقال: أنتم أهدى سبيلا. وفي ذلك أنزل الله: { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا} النساء 51. وأخذ كعب يهجو نساء الصحابة ويؤذيهن بسلاطة لسانه وحينئذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لكعب بن الأشرف ؟ فإنه آذى الله ورسوله ) فانتدب له محمد بن مسلمة وجماعة معه فقتلوه.
3* نقض بني النضير للعهد سنة 4هـ:
ذهب النبي عليه الصلاة والسلام إلى بني النضير يطلب منهم معاونة المسلمين في دفع إحدى الديات، فرحبوا به وأجلسوه عندهم، ثم نادوا أحدهم وأمروه أن يلقي عليه صخرة من فوقه ليبدو كحادث طبيعي فأخبر الله نبيه بذلك فخرج عليه الصلاة والسلام كأنما خرج لحاجته، ثم استنفر المسلمين فحاصروا بني النضير وأخرجوهم من المدينة وقد أنزل الله في هذا الحصار قوله {هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار} الحشر 2 .
وكان المسلمون يتحرجون من قطع النخل فأنزل الله { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين} الحشر 5 .
هكذا كان المسلمون أشد رحمة بشجر اليهود منهم ، وتوجه بني النضير إلى أكبر مستوطنة يهودية في الجزيرة العربية وهي خيبر.
4* نقض بني قريظة للعهد سنة 5هـ:
كان بنو قريظة مسالمين لولا أن وفدًا من يهود خيبر قدموا إليهم وحرضوهم على الخيانة ثم ذهبوا إلى قريش فحرضوهم أيضا على قتال المسلمين فجمع المشركون أحزابًا وحاصروا المدينة فكانت غزوة الخندق (الأحزاب) وكان الرسول صلى الله عليه وسلم مطمئنا من جهة الجنوب لأن فيها حصون بني قريظة المنيعة، ولكن لما علم بخيانتهم أرسل نعيم بن مسعود ليوقع بينهم وبين الأحزاب ففعل ،ثم أرسل الله على الأحزاب ريحا قلعت خيامهم فاضطرتهم للرحيل إلى بلادهم وترك المدينة وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قائلا (لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة) فمضى المسلمون إليهم وحاصروهم حتى طلبوا الصلح ونزلوا على حكم سعد بن معاذ فأمر بقتل الرجال وسبي النساء والأطفال، فنفذ فيهم حكمه.
5* فتح خيبر سنة 7هـ:
بعد صلح الحديبية الذي كان سنة 6هـ تفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهود خيبر الذين أثاروا الفتن وأكثروا من الفساد. وفي السنة السابعة من الهجرة سار إليهم في جيش من الصحابة وأعطى الراية لعلي بن أبي طالب، ففتح المسلمون حصون خيبر حصنًا حصنًا، ثم صالح رسول الله عليه الصلاة والسلام أهلها على أن يزرعوا أرضها فتكون لهم نصفها وللمسلمين نصفها.
6* موقـف اليهود مع عبد الله بن رواحة:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يرسل عبد الله بن رواحة إلى يهود خيبر ليخرص نخلها - أي يقدر ما تحمله من بلح - فيـجـبي منها حق الدولة كل سنة، وقد حاولوا ذات مرة أن يفسدوا ذمته، فجعلوا له حليًا من حلي نسائهم وقالوا له: هذا لك فخفف عنك، وتجاوز عن بعض ما تفرضه علينا.. فقال عبد الله: [يا معشر اليهود إنكم لمن أبغض خلق الله إلي، وما ذلك بحاملي أن أحيف عليكم. وأما ما عرضتم علي من الرشوة فإنها السحت، وإنا لا نأكلها] فقالوا له : بهذا قامت السموات والأرض.
10- اليهود حتى إنهاء الخلافة الإسلامية :
ظل اليهود في خيبر حتى عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخرجهم منها، وهكذا طهرت الجزيرة العربية من رجز اليهود.
عاش اليهود بين المسلمين لهم حقوق الذميين وعليهم واجباتهم ولم يظلمهم المسلمون فقد أجرى عمر رضي الله عنه لليهود من بيت مال المسلمين رزقـًا للمحتاج لما رأى يهوديًـا يتسول ولم يثبت أن المسلمين ضيقوا عليهم في عملهم أو عبادتهم، ولكن اليهود لما رأوا ثـلمة في المسلمين بدؤوا في الدس والوقيعة وإثارة الفتن والاختلاف بين المسلمين.
أسلم عبد الله بن سبأ اليهودي نفاقـًا وظل يعمل لفرقة المسلمين واختلاف كلمتهم حتى أدى عمله أخيرا إلى مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، ومنذ ذلك الحين قامت الفتنة بين المسلمين وكان المسلم يقتل أخاه المسلم لأسباب تافهة، وهذا ما يريده اليهود.
وبعد زمن طويل قامت الدولة العثمانية، التي ظلت تدافع عن الإسلام عدة قرون، و فتحت بلاداً كثيرة في أوروبا وأهمها القسطنطينية التي بشر الرسول صلى الله عليه و سلم بفتحها، ولكن مر على هذه الدولة عصور ضعف استغلها اليهود، فقد حاولوا أن يرشوا السلطان العثماني عبد الحميد بالملايين مقابل أن يعطي لهم فلسطين فقط ليعيشوا فيها بعد تشتت، فقال لهم: لا تحاولوا اتخاذ أي خطوة أخرى في سبيل الحصول على فلسطين فهي ليست ملكي بل ملك لأمتي الإسلامية التي عانت من أجلها و روت الأرض بدماء أبنائها فلن أتخلى عن شبر من فلسطين، واحتفظوا بملايينكم لأنفسكم.
11- القضاء على الخلافة الإسلامية:
بدأ اليهود في إشاعة الشائعات ضد السلطان عبد الحميد حتى تصوره الناس سلطانـًا ظالمًا فاسقـًا فاجرًا متوحشًا، وأنشأ اليهود جمعية الاتحاد والترقي فخدعوا بها الناس وعزلوا السلطان عبد الحميد، وتولى أمر المسلمين يهودٌ تحت اسم جمعية الاتحاد والترقي، وبدأت الدول الاستعمارية الأوروبية تنهش الدول الإسلامية وتتقاسمها وتقطعها أجزاءً، فضاعت البلقان وألبانيا وليبيا والمغرب دون أن تحرك الجمعية ساكنًا. وبدلاً من أن يرى الناس ما تدعو إليه هذه الجمعية من الحرية والمساواة والعدالة حلّ عليهم الظلم والاستبداد والقسوة، وكانت رأس الأفعى .. اليهودي مصطفى كمال أتاتورك الذي حطم الدولة العثمانية وألغى الخلافة الإسلامية، فصار المسلمون رعية بلا راع وأصبحوا كالقطيع الذي تاه من الراعي فنهبته الذئاب والوحوش.
تعاونوا جميعًا على مخطط رهيب لتدمير الخلافة وتركيا. وقد سارع مصطفى كمال في تنفيذه على الشكل التالي:
1* إلغاء الخلافة الإسلامية وفصل تركيا عن باقي أجزاء الدولة العثمانية، فحطم بذلك الإمبراطورية الإسلامية العظيمة.
2*أعلن العلمانية وفصل الدين عن الدولة مقلدًا بذلك بعض الدول الغربية ومبعدًا الإسلام الذي يخشاه الغرب واليهود عن الميدان.
3* اضطهد علماء الدين أبشع اضطهاد وقتل منهم العشرات وعلق جثثهم على أعواد الشجر.
4* أغلق كثيرًا من المساجد وحرم الأذان والصلاة باللغة العربية وأجبر الشعب على تغيير الزي الوطني ولبس الزي الأوروبي.
5* ألغى وزارة الأوقاف ومنع الصلاة في جامع أيا صوفيا وحوله إلى متحف.
6* ألغى المحاكم الشرعية وفرض القوانين المدنية السويسرية.
7* فرض العطلة الأسبوعية يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة حتى لا يصلي أحد فريضة الجمعة ويتجمع المسلمون حول شعيرة إسلامية.
8* ألغى استعمال التقويم الهجري واستبدله بالتقويم الغربي الميلادي.
9* ألغى قوانين الميراث والزواج والأحوال الشخصية المستمدة من الشريعة الإسلامية وحرم تعدد الزوجات والطلاق وساوى بين الذكر والأنثى في الميراث.
10 شجع المرأة التركية والفتاة والشاب على الدعارة والفجور وأباح النكرات، وضرب بنفسه المثل الأعلى على انحطاط الخلـُق والإدمان على الخمر والفساد والانحلال.
11* قضى على التعليم الديني في الجامعة والمدارس الثانوية والإعدادية والابتدائية ومنع تأسيس المدارس الخاصة لتعليم الأطفال القرآن أو أي شيء من الدين.
12* استبدل بالحروف العربية التي استخدمها الأتراك طوال ألف سنة الحروف اللاتينية ليقطع ماضي الشعب التركي عن حاضره ومستقبله.
13* سعى إلى حذف الكلمات العربية من اللغة التركية إمعانًا في البعد عن العروبة والإسلام.
14* فتح باب تركيا على مصراعيه ليدخل من علماء اليهود وحاخاماتهم الذين نبذتهم ألمانيا واستقبلهم بكل ما أوتي بحسن الكياسة ونبل الخلق وكرم الضيافة والرفق واللين والإنسانية، واستعان بهم لتنظيم التعليم على الأساليب التي يريدونها. واستدعى ما يزيد على أربعين أستاذًا من اليهود لتوسيع أقسام الجامعة في حين طارد العلماء والمفكرين الأتراك في كل مكان.
15* أسس حزب الشعب ومارس عن طريقه عملية الإرهاب والبطش بالشعب التركي المسلم. ويحسن بنا هنا أن ننقل ما ذكرته دائرة المعارف الماسونية عن مصطفى كمال حيث تقول: [ إن الانقلاب الذي قام به الأخ العظيم مصطفى كمال أتاتورك أفاد الأمة. فقد أبطل السلطنة وألغى الخلافة وأبطل المحاكم الشرعية وألغى دين الدولة الإسلام وألغى وزارة الأوقاف... أليس هذا الإصلاح هو ما تبتغيه الماسونية في كل أمّة ناهضة ؟ فمن يماثل أتاتورك من رجال الماسونية قديمًا وحديثًا؟!].
12- القضاء على محاولات الإصلاح في تركيا:
أدرك الشعب التركي الذين يدين 98% منه بالإسلام أن حالة تدهور الأوضاع في تركيا لا حل لها إلا بالرجوع إلى الإسلام، تحقق أول أمل لهم عندما ناصروا (عدنان مندريس) حتى نجح في الانتخابات فأصبح رئيسًا للوزراء، وبدأ يعمل لإعادة الإسلام إلى البلاد تدريجيًا فقام بما يلي:
1* أعاد للشعب حرية الرأي وحرية النقد وحرية الدين.
2* حول أذان الصلاة إلى اللغة العربية بعد أن ظل ربع قرن باللغة التركية. وفرح الشعب كثيرًا بهذه الخطوة، حتى كان الناس يبكون بحرارة عند سماعهم المؤذن يقول: الله أكبر الله أكبر، وينحرون الذبائح فرحًا وابتهاجًا.
3* سمح لرجال الدين بالدفاع عن الإسلام والدعوة إليه بالقلم واللسان.
4* سمح بتعليم اللغة العربية ودراسة القرآن الكريم في جميع مراحل الدراسة.
5* أنشأ عشرات آلاف مسجد في تركيا، وأعاد المساجد -التي حولتها الحكومة السابقة إلى مخازن- إلى أماكن للعبادة.
6* سحب سفير تركيا لدى إسرائيل وأعاد سفير إسرائيل إلى إليها.
أطاح اليهود بعدنان مندريس وبحكومته وقدموه للمحاكمة، فحُكم عليه بالإعدام، وأعدم سنة 1961م. وهكذا قضوا على محاولة الإصلاح الإسلامي في تركيا.
وفي التسعينات قام نجم الدين أربكان بتنظيم صفوف الإسلاميين وكوّن حزب الرفاه الإسلامي وخاض به غمار الانتخابات ففاز فوزًا عظيمًا مما اضطر العلمانيين بالاعتراف بفوز الحزب، وقام أربكان برئاسة الوزارة التركية شهورًا قليلة سمح فيها بالتعليم الإسلامي والحجاب الإسلامي والتقارب مع الدول الإسلامية والحركات الإسلامية في جميع أنحاء العالم، وقام بإصلاحات اقتصادية كبيرة، فكان رد فعل الجيش التركي والجنرالات الموالية لليهود من أصل الأتراك الدونمة (يهود أظهروا إسلامهم ونخروا في عظام الخلافة العثمانية حتى أسقطوها وأقاموا الحكم العلماني) أن أقاموا له ولحزب الرفاه المحاكم حتى أسقطوا الوزارة وألغوا حزب الرفاه رغم أنه أكثر الأحزاب التركية شعبية وأصواتًا في المجالس البلدية والنيابية، وقد قام أربكان بتشكيل حزب آخر وقام بشكوى لمنظمة حقوق الإنسان الأوروبية لحرمانهم من ممارسة حقوقهم الدستورية الذي تنص عليها كافة القوانين العلمانية في أوروبا وتركيا. وقد أقام وزير الدفاع التركي في الوزارة الجديدة معاهدة دفاع مشترك مع عدو الله والمسلمين الكيان الصهيوني، وبالرغم من ذلك فقد انسحب الرئيس التركي من مؤتمر القمة الإسلامي لما أحس أن الحاضرين قد اتفقوا على إدانة (شفوية فقط) لليهود على ممارستهم الوحشية ضد الشعب الفلسطيني. ،ومازال الصراع السياسي والحضاري بين المسلمين والعلمانيين. قال تعالى:
{ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم الله نوره ولو كره الكافرون } التوبة 32.
13- وعد (بلفور) والاستيلاء على فلسطين:
كان اليهود يتطلعون إلى فلسطين وإلى الاستيلاء عليها، حتى كان وعد (بلفور) رئيس وزراء بريطانيا بإنشاء وطن لليهود في فلسطين سنة 1948م، وتسميته إسرائيل الصغرى، وإقامة دولة إسرائيل الكبرى سنة 1997م وهي الأرض ما بين النيل والفرات.
بدأت الهجرات اليهودية إلى فلسطين، وصار اليهود يتوافدون إليها من كل بقاع العالم حتى بلغ عدد المهاجرين اليهود عام 1933م ثلاثين ألفـًا، واستمروا في التدفق حتى بلغ اثنين وستين ألفـًا عام 1935م. وهنا أحس أهل فلسطين بالخطر اليهودي فأعلنوا الإضراب العام سنة 1936م وصارت الأمور تتطور وتتفاقم.
14- إعلان قيام الدولة اليهودية(إسرائيل):
أعلن اليهود سنة 1948م قيام الدولة اليهودية، وفور هذا الإعلان بعث الرئيس الأمريكي (هاري ترومان) باعترافه بهذه الدولة، ثم سارع الاتحاد السوفييتي بالاعتراف بها أيضًا وتتابع الاعتراف الدولي. وفي عام 1949م أصبحت إسرائيل عضوًا في الأمم المتحدة.
وقفة مع تسمية الدولة اليهودية بإسرائيل:
إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق صلى الله عليه وسلم، والإسرائيليون هم ذريته، فمنهم يهود ومنهم غير اليهود. أما اليهود فهم أصحاب دين قد يتبعه الإسرائيليون أو غيرهم. فليس كل يهودي إسرائيلي، وليس كل إسرائيلي يهودي.. اليهود أصحاب دين والإسرائيليون قبيلة أو عِرق .والمفروض أن تسمى دولتهم الدولة اليهودية؛ لأنها تستوعب اليهود فقط سواءً كانوا من بني إسرائيل أم من غيرهم، ولكنهم أوهموا الناس بأن دولتهم قومية لبني إسرائيل. فهم إذا سموا دولتهم باسم ديني لقيل لهم: فلماذا لم ترضوا بدولة المسلمين الدينية ورضيتم بدولة دينية أخرى؟! فاليهود يحاربوننا لأجل ديننا فقط. فقط. فقط. ليس لأننا عرب وهم إسرائيليون.
15- حرب عام 1948م (إخلاء فلسطين):
في اليوم التالي لإعلان قيام إسرائيل قامت خمسة جيوش لخمس دول عربية هي [مصر- سوريا- الأردن- العراق- لبنان] بهجوم عسكري لتحرير فلسطين من عصابات اليهود، فتم اتفاق وقف إطلاق النار وأجري اتـفاق ينص على عودة الفلسطينيين المبعدين إلى ديارهم، وهانحن ننتظر هذه العودة لمدة ستين عامًا.. حتى الآن!!!