أطفال التراحيل .. الفقر قتلهم وأين حقهم ؟؟

أطفال التراحيل .. الفقر قتلهم وأين حقهم ؟؟

بقلم الكاتب الصحفي / محمود عبدالله الباز

عاشت قرية بني صريد التابعة لمركز فاقوس شرقية حالة من الحزن والألم وتعالت صرخات الأباء والأمهات لوفاة 10 أطفالاً وإصابة 33 طفلاً أخرين من ابناء القرية في حادث تصادم مروع بين السيارة التي تقلهم وسيارة نقل محملة بأسطونات البوتاجاز حيث كانوا في طريقهم لجمع الموالح بأحدي مزارع منطقة الصالحية ولكن القدر سبقهم ولقوا حتفهم وتحولت جثث الأطفال الأبرياء إلي أشلاء تناثرت علي الطريق .. فأين حق هؤلاء الأبرياء الذين دفعتهم الظروف المعيشية الصعبة الي تحمل الشقاء والعناء وهم في عمر الزهور ليتحصلوا علي القليل من الجنيهات وما دفع أسرهم بخروج أطفالهم فلذات أكبادهم في هذا البرد القارص بأجسادهم النحيلة في محاولة منهم وبكل رضا وإيمان
مساعدة أسرهم الفقيرة وأبائهم المرضي و الغير قادرين علي العمل وليس لهم معاش أو مصدر رزق يقتاتون منه لقمة العيش يساعدهم في تحمل غلاء المعيشة والحياة الصعبة التي يعيشونها يوماً بيوم .
وبنظرة سريعة لحال هؤلاء الأطفال نجد أن جميعهم كانوا في مراحل دراسية مختلفة أي أنهم طلبة مدارس وجعلهم الفقروالظلم أطفال تراحيل ؟ كما أسمتهم الصحف القومية !
ويعيش أهالي هؤلاء الضحايا في قرية فقيرة كحال باقي القري في مصرتفتقر إلي ابسط الخدمات الحكومية و يتحملون ظروفا معيشية وإجتماعية صعبة جداً فالبيوت أغلبها من الطوب اللبن المغطي سقفها بأعواد من البوص والجريد الذي لا يحميهم من قسوة برد الشتاء والمطر فالفقر أمامهم والمرض خلفهم أهذه هي الحياة في وطن ينعم بالخير الوفير ولكن أين يذهب هذا الخير ؟ وأصحاب الحق محتاجون و محرمون من أبسطه !
فمن يعلم بحال هؤلاء الفقراء في ظل تجاهل الحكومة والمسئوولين ورجال الأعمال لهؤلاء الكادحون بلا جدوي
رغم أنهم لهم حق في هذا الوطن مثلهم كمثل أي مسئول في الدولة
أم المحسوبية والظلم وجشع أصحاب النفوذ والسلطة حرمهم من أبسط حقوقهم وهو حقهم في الحياة .. حقهم في توافر ابسط حاجاتهم المعيشية .
فأين حق هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين تناثرت دماؤهم وأشلاؤهم علي الطرقات وما زالت تتناثر إلي متي ومن يسمع ومن يجيب ؟